وفق معطيات كثيرة لم يكن الحوثيون يفكرون بالتمدد جنوبا لإدراكهم التام أن ذلك يعني بالنسبة لهم الانكماش شمالًا بحكم طبيعة الأوضاع الرخوة لديهم في شمال اليمن إذ لم تكن ساحتهم مهيأة بالشكل الذي يسعون لتحقيقه.
نعم تمكنوا خلال سنوات مضت من إحكام قبضتهم على صنعاء كما نجحوا في استمالة وضم تلك القوة الضاربة والخاصة التي كانت تتبع عفاش إلا أن الحال بقي كما هو في مناطق أخرى لم تتمكن قوات الحوثي من السيطرة التامة عليها وتأمينها ما يعني أن الحسابات لم تكتمل وتلك البؤر وحالة الململة الشعبية مؤرقة لاشك ولا يمكن معها التفكير الجدي باجتياح الجنوب وإن كانت تبقي على الجبهات الساخنة على الحدود الجنوبية فالأمر يشكل متنفسًا وخلاصًا من وطأة الداخل وكسب تأييد من لا زالوا يحلمون بالوحدة.
ناهيك عن الإبقاء على حالة الحرب تحقق لهم مكاسب أو إجراء ترتيبات الداخل الذي بحسب كل المؤشرات ليس مؤمن لديهم والدليل ما تنشب من مواجهات داخلية.. نعم الجنوب مطمع من منظور إمكانياته وثرواته ناهيك عما يمثل العزف على وتر اليمن الواحدة.
إلا أن الحقيقة هي أن الحوثي يدرك مخاطر التفكير بالجنوب التي كادت أن تعصف بحلمه في المهد من خلال اجتياح دفع إليه عنوة وكانت له تبعاته على وضعه الداخلي.أما لماذا أخدت تراود هؤلاء فكرة العودة للجنوب لاشك تعاطي الإقليم الذي يفتقر لرؤية واقعية وتعاطي التحالف الهش مع الوضع وغياب الحسم العسكري ومؤشرات تعاطي العالم مع الوضع بطرق لا يمكن أن تحمل مؤشرات الحلول الناجعة، الأمر الذي يجد الحوثي في الوضع سبيلا للتفكير بذلك ولكن بصورة المجبر على فعل ذلك.
ولو من منظور نسبي والحقيقة أن فخ الجنوب يمكن أن يكون سبيلًا لإضعافه لدى الأطراف التي توحي له بإمكانية بناء إمبراطوريته أو مملكته.