01:24 م calendar الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446 بتوقيت عدن
الرئيسية عاجل القائمة البحث

ستبقى ثورة 14 أكتوبر الخالدة في تاريخ ووجدان شعبنا الجنوبي العظيم رمزًا للحرية والشموخ الوطني الذي يجسد أصالة وإرادة هذا الشعب العاشق للحرية، والمقاوم ببسالة لكل أشكال الظلم والطغيان والاستبداد، ومحطة للأمل المتجدد في النفوس عند كل عيد يحل علينا في ذكرى انطلاقتها، وستبقى ثورة الجنوب الوطنية التحررية عنوانًا بارزاً ومضيئًا في طريق الكرامة والكبرياء الوطني، الموشح بالصمود والثبات والتضحيات من أجل استعادة دولته الوطنية المستقلة التي رفرف علمها عاليًا لأول مرة في 30 نوفمبر عام 1967م عند قيام أول دولة وطنية مستقلة في كل تاريخه الممتد على كامل جغرافيته الممتدة من جزيرة سقطرى جنوب شرق خليج عدن والواقعة عند نقطة الالتقاء بين البحر العربي والمحيط الهندي، ومن المهرة شرقًا حتى جزيرة ميون وباب المندب غربًا.

لقد بقت ثورة 14 أكتوبر حية في الضمير الوطني الجمعي لشعبنا رغم كل الظروف التي تعرضت لها مسيرة الثورة والاستقلال من مؤامرات وحصار جائر، ومحاولات عدوانية عديدة لإسقاط دولة الاستقلال الوليدة من قبل دول الجوار الشقيق، وما تعرضت له كذلك من أخطاء وخطايا وانتكاسات صارت اليوم في ذمة التاريخ، غير أنها شكلت بمثلها وأهدافها ومنجزاتها التاريخية التي تحققت في مختلف مجالات الحياة شعلة متوهجة في مسيرة الأجيال المتعاقبة من أحرار وحرائر الجنوب الذين يواصلون اليوم طريق المجد في اللحظة التاريخية الراهنة حتى استعادة كامل الحق الجنوبي بكل أبعاده ومضامينه وطنيًا وسياسيًا وتاريخيًا.

فثورة 14 أكتوبر قد شكلت حدثًا عظيمًا ومفصليًا في تاريخ شعبنا، ولم تكن فعلًا عابرًا أو هامشيًا يمكن شطبه أو تجاوزه أو القفز عليه، ولذلك فهي حية وباقية وستبقى تاجًا لامعًا يزين جبين التاريخ الكفاحي لشعبنا العظيم، وتراثًا وطنيًا خالدًا في سجل أمجاده يفخر ويفاخر به رغم تقلبات الزمن، ولن يسمح لأي كان بالإساءة أو المساس بإرثه الوطني بأي صورة كانت، وما تجدد الاحتفاء الوطني بها كل عام غير التأكيد على اعتزاز شعبنا بها وبروح الدفاع الواعي عن هذا المنجز الوطني التاريخي.

 

تم نسخ الرابط