الجنائية الدولية: ما يحدث في غزة مثير للقلق
عدن المستقلة / أ ف ب
أبدى المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، أمس الأربعاء، قلقاً بالغاً إزاء الصور الآتية من غزة، حيث تتبادل إسرائيل وحركة حماس الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، وفظائع في المعارك الدائرة بينهما منذ 4 أشهر.
وفي مقابلة أجريت معه في باريس، حول سير التحقيقات التي يجريها مكتبه بشأن جرائم حرب يحتمل أن تكون قد ارتُكبت في النزاع الدائر بين إسرائيل وحماس، قال خان: "لدينا تحقيق نشط".
وأضاف "نحن نحاول جمع أدلة، وسنتحرّك عندما تبلغ الأدلة المستوى المناسب، وهذا أمر يقرره قضاة المحكمة الجنائية الدولية"، وتابع "يجب على كل شخص أن يشعر بقلق بالغ إزاء الصور الآتية من غزة. يجب على كل شخص لديه قلب أن يشعر بقلق شديد بشأن سيادة القانون".
وأوضح المدعي العام أن التحقيقات التي يجريها مكتبه، لا تنحصر بالأراضي الفلسطينية وإسرائيل بل تشمل سائر مناطق النزاع في العالم، سواء تعلّق الأمر بالروهينغا أو غزة أو أوكرانيا أو السودان.
وذكّر خان بأنه أدلى بالعديد من التصريحات وقام بالعديد من الخطوات في ما يتعلق بالنزاع الراهن، وقال: "لقد كنت أول مدّعٍ عام يذهب إلى إسرائيل ويدخل رام الله، ولقد ذهبت إلى معبر رفح".
وتعد المحكمة الجنائية الدولية التي تأسست في 2002، هي المحكمة المستقلة الوحيدة في العالم التي أنشئت للتحقيق في أخطر الجرائم، بما فيها الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وفتحت المحكمة في 2021 تحقيقاً بشأن إسرائيل وحماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية المسلحة بشبهة احتمال ارتكاب جرائم حرب.
وسبق لخان أن أشار إلى أن هذا التحقيق "توسّع ليشمل التصعيد في الأعمال العدائية والعنف منذ الهجمات التي وقعت في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023". لكن فرق المحكمة الجنائية الدولية لم تتمكن من دخول غزة أو إجراء تحقيقات في إسرائيل غير المنضوية في المحكمة.
من جهتها، دعت محكمة العدل الدولية في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، إسرائيل إلى منع ارتكاب أي عمل يُحتمل أن يرقى إلى "إبادة جماعية" في غزة، وطالبتها كذلك بالسماح بوصول مساعدات إنسانية إلى القطاع.
واندلعت الحرب الراهنة بهجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأسفر عن مقتل أكثر 1160 شخصاً معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة أعدّت استناداً إلى أرقام رسمية. وكذلك، احتُجز في الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن 132 بينهم ما زالوا في غزة، و29 منهم على الأقل يُعتقد أنهم قُتلوا، بحسب أرقام صادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وشنّت إسرائيل رداً على هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حملة قصف مركز أتبعتها بهجوم بري واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 27708 أشخاص غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس