​إسرائيل وإيران.. حرب والأضرار صفر

كانت إيران قد أطلقت قرابة الـ 200 صاروخ باليستي تجاه إسرائيل قبل أسابيع قليلة، وشاهد العالم كله ذلك الحدث ليلتها، لكن الأضرار كانت تقريبا قرابة الصفر، ثم توعدت إسرائيل إيران جراء ذلك الهجوم برد مزلزل، وقال وزير دفاعها ليلتها إن إيران قد ارتكبت غلطة عمرها وأنها ستندم.

انتظر العالم الرد الإسرائيلي المزلزل الذي كان البارحة، فكانت الأضرار أيضا قرابة الصفر.

البيت الأبيض يقول إنه لا يريد "توسعة نطاق الحرب"، ولا أحد في العالم يريد الحرب، وقد نجح في ذلك فعلا، لكن علينا كعرب أن ندرك أن مفهوم عدم توسعة نطاق الحرب لا يعني عدم جواز قتل أكثر من 40 ألف مواطن فلسطيني مدني في غزة، فهذا شأن آخر.

ولا يعني تدمير قطاع غزة كليا بشكل لم يحدث في كل تاريخها من قبل، ولا يعني تشريد أكثر من مليون مواطن لبناني من جنوب لبنان.

كل هذه الأضرار الفادحة عربيا لا تعني أن الحرب قد اتسع نطاقها أبدا، فهي لدى إيران وإسرائيل مازالت محدودة، فطالما هذه الحرب تطحن العرب فقط فهي محدودة، وطالما أنهار الدماء التي تسيل عربية فهي محتملة، ولأن المدن التي دمرت عربية، ولأن المهجرين والمشردين عرب، إذا فمازالت الحرب محدودة.

إذا هذه هي قيمة العرب الحقيقية لدى إيران ولدى إسرائيل ولدى الولايات المتحدة الأمريكية.

ما أسمته إيران بـ "محور الممانعة" ليس إلا أداة من ضمن "أدوات إيران" في المنطقة، أو ما يسمى بـ "أذرعها"، وإيران على استعداد بأن تضحي بكل هذه الأذرع ومعها ملايين العرب في سبيل تحقيق مصالحها القومية ولن يرف لها جفن.