بمجرد ان سقط صنم سوريا تحولت تغريدات معظم من انصار الحوثي الى الاستشهاد بايات العفو والتسامح ، وطبعا لا غرابة فهم مهما علت أصواتهم وضجيجهم يستقرئون المشهد جيدا وإن قال قائلهم "ما كل البرم لسيس" فهم يعرفون مكونات "برمتهم " وان اصطرخوا
وآخرون متحجرون في وهم القائد العروبي الذي يقاوم إسرائيل وانه ونظامه صمام الصمود التصدي العربي والقلعة التي تتحطم عليها مؤامرات الامبريالية والصهيونية ولو قام ذلك القائد / الصنم بقتل شعبه فهذا لحرصه على قضية فلسطين ومقاومة أمريكا والصهيونية وآخرون ما زالوا يظنون ان العصر السوفييتي كما كانت وما استوعبوا التغيير وان روسيا تقف على الطرف الاخر مع مشروع ولاية الولي الفقيه
والجامع بين كل هؤلاء الجولاني وإرهابية مع ان بداية الثورة السورية السلمية كان رئيس المعارضة السورية "برهان غليون" وهو علماني جداً وما اصطرخوا لا قومجي ولا سوفيتجي لتأييده بل استعمل النظام بأسه الشديد ضد الشعب السوري
آل الأسد امتد حكمهم اكثر من نصف قرن ما كانوا بعثيين ولا قوميين بل كانوا أصحاب سلطة اقلية طائفية يتحالفون مع أي جهة تمكنهم من الحكم والاستبداد والقتل ، وهم ما حرروا متر مربع في الجولان ناهيك عن فلسطين فحافظ الأسد تفاوض مع الإسرائيليين ووقع اتفاق هدنة معهم منذ 1974 وسُلمت من خلاله الجولان لإسرائيل وبقي هذا الاتفاق ساري المفعول والتزم به بشار الأسد بعد انضمامه إلى محور المقاومة/المقاولة الذي يعتبر محو إسرائيل من أبرز أهدافه !!!! واشتعلت غزة وما سمح حتى بمظاهرة في سوريا وهاجمت إسرائيل جنوب لبنان وقاتلت حليفه حزب الله وما اطلق رصاصة واحدة لأنه كان بصدد النط من المحور لكنه لم يلتزم باتفاقات ابرمها وكانت روسيا ضامنتها فدارت الدائرة عليه
نسال المحور العروبي وغيره اين إسرائيل من هذا العمر الزمني لحكم ال الأسد ؟
لا شيء ، ظل ملتزما لإسرائيل وظل السلاح الذي تضربه إسرائيل الان معه وما هددها به بل ضرب شعبه وضرب إسرائيل لذلك السلاح ليست شهادة للنظام بل إدانة له
لست مدافعا عن الجولاني ولا محاكما له لكن من يحاكمون مرحلته مع داعش ولا يربطونها بجرائم المليشيات الشيعية وما اجترحته من جرائم عليهم ان يراجعوا اعداداتهم فلكل فعل رد فعل والرجل اثبت قدرته على اللعب في اكثر الساحات تعقيدا واستطاع ان يحافظ على مؤسسات الدولة بقدر ما يستطيع ، والمهم للمواطن السوري ان الصراع في سوريا ظل بين شعب مضطهد مشرد وحكم اقلية طائفي مستبد ما سلمت من بطشه الأقليات وخاصة الكرد ؛ نظام يقتل منذ 53 عام استقوى بمئات المليشيات الطائفية من دول شتى
فكيف لإنسان سوي ان يطالب مهجّر في الخيام منذ 13 عام او تزيد ومضطهد منذ 53 عام الا يعود إلى دارة ولا يسترد حقه ويقاتل من ظلمه مع كائن من كان
مقابل دعوى فارغة
ان بشار عروبي في صمود وتصدي فارغ