جاءت قناة الغد المشرق في ظل ظروف سياسية وعسكرية وإعلامية صعبة شهدتها اليمن، بعد ان قامت مليشيا الحوثي في العام 2015 بالسيطرة على الاعلام الرسمي التابع للشرعية وطردت اعلام الأحزاب اليمنية المعارضة لها، وفي وقت لم يكن يملك ابناء الجنوب اي وسيلة اعلامية فضائية او منصات رائجة على مواقع التواصل الاجتماعي.
بدأت القناة بثها مطلع العام 2016 ولعبت دور بارز ومهم للغاية في دعم القوات الجنوبية التي كانت تقاتل في الساحل الغربي والضالع وباقي الجبهات، أوفدت المراسلين للتغطية وعملت فارق كبير في العمل الإعلامي العسكري، وفي الجانب الاجتماعي كانت القناة متواجدة في كل المديريات والمحافظات الجنوبية بلا استثناء، أعطت لكل محافظ ومديرية حقها من التغطية الإعلامية وسلطت الضوء على الموروث الاجتماعي والتاريخي من خلال برامج خصصت لذلك، وتمكنت إعطاء هذه المحافظات ما تستحق من تغطية إعلامية على كافة الأصعدة بعد سنوات من التهميش.
لم يقتصر الأمر على ذلك بل كان للقناة دور كبير في التصدي للإعلام المعادي عن طريق برامج خصصت لذلك وكانت برامجها السياسية من اقوى البرامج على القنوات اليمنية وتتصدى لكل محاولات النيل من الجنوب وقضيته.
ساهمت القناة في تأهيل كادر جنوبي من داخل عدن ومن المقيمين خارجها وعملوا فريق واحد من أجل قضيتهم وايصال صوت شعبهم.
لم يقتصر عمل القناة في الجنوب بل دعمت المقاومة الشمالية وساهمت بشكل كبير في محاولة اثارة الشارع الشمالي ضد الحوثي ودعمت كل الجبهات كما اخذت على عاتقها خطاب سياسي وشعبي يرفض سياسة الحوثي الهادفة الى تغيير الهوية والعقيدة.
وعلى الرغم من تناقضات المشهد اليمني تعاملت القناة باحترافية كبيرة مع القضايا في الشمال الجنوب، وتمكنت من إيجاد توازن في الخطاب السياسي لو طبق على الواقع لحل الكثير من مشاكل اليمن ولا سيما فيما يخص الشمال والجنوب.
وبعد ان أدت القناة رسالتها في ظل الظروف الصعبة والمعقدة، وبعد ان بات أبناء الجنوب لديهم قناتهم ومناصتهم الإعلامية وكذلك للمقاومة في الشمال، آن الأوان ان يقوم الاعلام المحلي في الداخل بالدور الذي كانت تقوم به القناة، وهذه القنوات والمنصات باتت قادرة على القيام بهذه المهمة وبكفاءة عالية وبطاقم مؤهل وما تقوم به عدن المستقلة خير شاهد.
وفي الأخير لا يسعنا الا ان نشكر الداعمين للقناة الذين لم يبخلوا يوماً في دعم الجنوبيين والشماليين على حد سواء، والشكر والتقدير ايضاً لإدارة القناة من مستشارين وموظفين ومدراء مكاتب ومراسلين في الداخل.
ونتمنى مستقبل وفرص أفضل لجميع موظفيها.