مايكروسوفت "أورورا" نموذج ذكاء اصطناعي لتنبؤات الطقس.. هل يغني عن البشر؟

أطلقت شركة مايكروسوفت نموذجًا جديدًا للذكاء الاصطناعي يُدعى "أورورا"، مصممًا لتحسين دقة وسرعة التنبؤات الجوية، ويهدف إلى توفير توقعات جوية دقيقة لمدة تصل إلى عشرة أيام، وعلى نطاقات زمنية ومكانية أصغر من النماذج التقليدية التي تعتمد عليها مراكز الأرصاد حول العالم.

ويساهم هذا التطور إلى حد بعيد في تسهيل اتخاذ القرارات المهمة المتعلقة بالسلامة العامة خصوصًا في مواجهة الأحوال الجوية غير المستقرة أو الكوارث الطبيعية المحتملة.

سرعة ودقة في التنبؤات مقارنة بالنماذج التقليدية
يمتاز نموذج "أورورا" بسرعته الكبيرة في معالجة البيانات إذ يمكنه إصدار توقعات دقيقة في غضون ثوانٍ معدودة، وهو ما يمثل قفزة نوعية مقارنةً بالنماذج التقليدية التي تستغرق ساعات، وأحيانًا أيام، لتوليد نتائجه، وهذه السرعة تسهم في توفير معلومات محدثة بشكل مستمر، ما يتيح للمسؤولين والأفراد اتخاذ الإجراءات المناسبة بسرعة أكبر لتفادي الأضرار، ويستخدم النموذج بيانات ضخمة متعددة المصادر لتوليد هذه التوقعات، ويستفيد من تقنيات متقدمة في تعلم الآلة تساعده على تحسين الأداء مع مرور الوقت.

تطبيقات أوسع لأنظمة بيئية متعددة
لا يقتصر دور نموذج "أورورا" على التنبؤ بالطقس فقط، بل يمتد إلى مراقبة وتوقع أنظمة بيئية أخرى مثل جودة الهواء، وتلوث الغلاف الجوي، وتتبع الأعاصير والعواصف، ما يسمح بتوسيع نطاق استخدام النموذج ليشمل جوانب بيئية مهمة تساعد في التخطيط البيئي والسياسات المتعلقة بالحفاظ على البيئة، وعلى سبيل المثال، يمكن للسلطات استخدام هذه التوقعات لتحذير السكان من مستويات تلوث مرتفعة أو توقعات أعاصير مدمرة، بما يعزز الاستعدادات المبكرة ويقلل من المخاطر الصحية والمادية.

تحذيرات وتحديات في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي
مع ذلك هناك تحذيرات من بعض الخبراء حول الاعتماد الكلي على مثل هذه النماذج الذكية، فمثلًا أشارت عالمة الحاسوب إيمي ماكغوفرن إلى أن النموذج لا يملك فهمًا لقوانين الفيزياء، وهذا قد يؤدي إلى إنتاج توقعات غير دقيقة أو حتى "مجنونة" في بعض الأحيان، بما يسلط الضوء على أهمية الجمع بين الذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية، وعدم التخلي كليًا عن الأرصاد التقليدية، مع استمرار تحسين النماذج لتقليل الأخطاء المحتملة وضمان موثوقية النتائج.

مستقبل التنبؤات الجوية ووظائف الأرصاد
يتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا متزايد الأهمية في مجال الأرصاد الجوية، ما قد يؤدي إلى إعادة تشكيل وظائف الأرصاد التقليدية، فمع قدرة هذه النماذج على تقديم توقعات دقيقة وفعالة بشكل أسرع، قد تقل الحاجة إلى بعض المهام الروتينية التي يقوم بها خبراء الطقس اليوم، وهذا يطرح تساؤلات حول كيف يمكن للمهنيين التكيف مع هذه التغيرات، والاستفادة من التكنولوجيا لتحسين عملهم بدلًا من استبدالهم بها بالكامل.