هل بالغ الهلال بطلب الاعتذار عن المشاركة في السوبر السعودي؟

كان قرار الاعتذار الذي أرسله نادي الهلال إلى لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم الأسبوع الماضي بعدم المشاركة في كأس السوبر مربكاً للبطولة التي ستقام في هونغ كونغ بدءاً من يوم 19 وحتى 23 من الشهر المقبل، وذلك في ظل أن كل الترتيبات كانت تشير إلى مشاركة رباعية مثيرة ومرتقبة تجمع بين القادسية والهلال من جهة، والاتحاد والنصر من جهة أخرى.
أكد الهلال، ليلة الاثنين الماضية، طلب الاعتذار، فيما شدّد اتحاد الكرة السعودي في بيان رسمي أنه سيحيل الطلب إلى اللجان المعنية لدراسته واتخاذ القرارات المناسبة التي تحفظ حق البطولة التي تنظم خارج البلاد، فيما كل التوقعات تشير بحسب اللوائح إلى أن الهلال سيعاقب بالحرمان من المشاركة في نسخة الموسم المقبل، وتغريمه نصف مليون ريال، فضلاً عن تحميله أي تعويضات قد تنشأ على خلفية الاعتذار.
ربما السؤال الأهم هو هل بالغ نادي الهلال في طلبه بالاعتذار بحجة حالة الإنهاك التي عاشها في كأس العالم للأندية، وهو ما تضمنه بيانه الرسمي الصادر، فجر الاثنين، حينما أكد أنه يريد الحفاظ على لاعبيه من التعب والإصابات، حيث تنتظرهم استحقاقات دولية، تبدأ بالمنتخب السعودي المشارك في الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026، المقرر في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، فضلا عن رغبة الهلال في التحضير للموسم الجديد المقرر في 28 أغسطس (آب) المقبل.
الإجابة قد تذهب في أن الهلال ربما بالغ في عدم المشاركة في كأس السوبر لسبب وحيد، هو أن كل نظرائه الذين شاركوا في كأس العالم للأندية تنتظرهم بطولات مماثلة، حيث إن باريس سان جيرمان لعب نهائي المونديال يوم 13 يوليو (تموز) الحالي، وسيلعب السوبر الأوروبي أمام توتنهام يوم 13 أغسطس المقبل، بمعنى أنه سيتوقف نحو 30 يوماً عن خوض المباريات الرسمية، لكنه سيتدرب للتحضير للموسم الجديد.
الأمر ليس متوقفاً عند السوبر الأوروبي، بل سيدشن الدوري الفرنسي يوم 17 أغسطس، علماً بأن البطولة ستنطلق قبل هذا الموعد بيومين. وسيستهل نادي تشيلسي الإنجليزي الفائز بكأس العالم للأندية يوم 13 يوليو الحالي مشواره في البريميرليغ بعد يومين من انطلاقته المقررة يوم 15 أغسطس المقبل.
أما ريال مدريد الذي لعب نصف نهائي مونديال الأندية يوم التاسع من الشهر الحالي فسيخوض أول مباراة له في الدوري الإسباني يوم الـ19 من الشهر المقبل، أي بعد أربعة أيام من انطلاق «موسم لاليغا» مع العلم أن محاولات الريال وكذلك سان جيرمان بطلب تأجيل أول مباراة قوبل بالرفض الفوري من قبل الرابطتين في فرنسا وإسبانيا.
بينما سيستهل بايرن ميونيخ موسمه المحلي يوم 16 أغسطس المقبل، حيث مباراة السوبر الألماني أمام شتوتغارت قبل الدخول في معترك منافسات البوندسليغا يوم 22 من الشهر نفسه، مع العلم أنه لعب ربع نهائي كأس العالم للأندية أمام باريس سان جيرمان الفرنسي يوم الخامس من يوليو الحالي.
أما الهلال فلعب مباراته الأخيرة في مونديال الأندية أمام فلومينينسي البرازيلي في الرابع من الشهر الحالي، واعتذر عن المشاركة في كأس السوبر، حيث من المقرر أن يلعب ضد القادسية في نصف النهائي يوم 20 من الشهر المقبل، وهو ما يعني أن أول مباراة للهلال ستكون مع انطلاقة الدوري السعودي يوم 28 أغسطس المقبل، في حال أقيمت مباراته ضمن الأيام الأولى للدوري السعودي.
الاعتذار الهلالي عن البطولة حظي بدعم كبير من جماهيره، وفي المقابل حظي بانتقادات لاذعة من أنصار الفرق المشاركة في البطولة، كون غيابه سيؤثر على تسويق البطولة، وكذلك الإثارة الإعلامية المتوقعة منه، كونه النادي الأكثر ترشحاً للفوز باللقب بصفته حامل اللقب لخمس مرات.
الاتحاد السعودي لكرة القدم وقع في حرج بالغ، كون الاتفاقيات التي وقعها مع شركة «ليفتشن سبورتس» المنظمة للبطولة في هونغ كونغ تضمنت أهمية مشاركة كل الفرق، وهو ما استدعى الأمر إلى أن تطلب توضيحات حول صحة الأنباء الآتية من الرياض حول الاعتذار.
بقيت الإشارة إلى أن الهلال تأهل للمشاركة في البطولة بعد أن جاء وصيفاً في الدوري السعودي، إذ أوقعته قرعة البطولة في مواجهة القادسية بالدور نصف النهائي، بينما سيلاقي الاتحاد نظيره النصر.
وقال النادي عبر بيان صحافي نشره عبر الموقع الرسمي فجر أمس: «اتخذت شركة نادي الهلال قرار الاعتذار عن مشاركة الفريق الأول لكرة القدم في بطولة السوبر السعودي للموسم الرياضي 2025 - 2026؛ وذلك عبر خطاب رسمي بعثته إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم، فنّدت خلاله المسببات التي أفضت إلى الاعتذار عن المشاركة في تلك النسخة».
ووفقاً للبيان ذاته، فإن الشركة أكدّت خلال الخطاب أن قرعة بطولة السوبر السعودي التي أجريت بتاريخ 19 يونيو (حزيران)، أقيمت بعد يوم واحد من أول مباراة خاضها الهلال في دور المجموعات ضمن كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة الأميركية أمام «ريال مدريد الإسباني»؛ والتي واصل بعدها ممثل الوطن مشاركته المشرّفة بالتأهل إلى دور الـ16، ثم التأهل إلى دور الثمانية الذي أقيم في تاريخ 4 يوليو، واضطر بعدها الفريق إلى المكوث في مدينة «أورلاندو» ثلاثة أيام لظروف الطيران، مما أدى إلى تقلّص فترة إجازة اللاعبين السنوية إلى 24 يوماً في حالة الاعتذار عن المشاركة في السوبر السعودي، و21 يوماً في حالة المشاركة؛ وذلك يخالف ما نصّت عليه الفقرة (5.6) من العقود الإلزامية الواردة في ملاحق لائحة الاحتراف وأوضاع اللاعبين الصادرة من الاتحاد السعودي لكرة القدم، التي تنص على أن الإجازة السنوية للاعبين هي ثمانية وعشرون (28) يوماً بحد أدنى، وهذه الفقرة هي بالفعل منصوص عليها في كل عقود اللاعبين المحترفين للفريق الأول.
وأوضح الخطاب أن الظروف الاستثنائية التي مرّ بها الهلال، جعلت بداية إجازة اللاعبين السنوية تصادف بداية فترة التحضيرات الصيفية للأندية الأخرى المنافسة، حيث اضطر الفريق إلى تأجيل بداية التحضيرات للموسم الجديد، مما زاد من نسبة عدم تكافؤ الفرص بين الأندية المشاركة في البطولة، كما أن الجدول الزمني لمواعيد انطلاق البطولات المحلية المرسل من قبل الاتحاد السعودي بتاريخ 1 يونيو، لم يكن يتضمن مكان إقامة السوبر السعودي في مقاطعة «هونغ كونغ»، حيث لم يتم الإعلان عن موقع إقامة البطولة إلَّا في تاريخ 13 يونيو الماضي، وحينها كانت بعثة الفريق سافرت إلى الولايات المتحدة الأميركية وجميع المباريات لم تُلعب بعد، وتاريخ انتهاء المشاركة الدولية غير معروف.
وشدّدت الشركة على اعتزازها بالمشاركة في بطولة السوبر كأحد البطولات السعودية التي يفخر النادي بتحقيقها عدة مرات؛ غير أن الاعتذار عن المشاركة في هذه النسخة جاء بعد الاطلاع على المؤشرات البدنية والعضلية لعدد من اللاعبين، حيث أظهرت إنهاكاً وجهداً بالغاً بعد موسم رياضي امتد عاماً وأسبوعاً، بعد أن شاركوا مع المنتخبات الوطنية عقب نهاية الموسم دون توقف، إلى أن شاركوا في كأس العالم للأندية، مما يزيد من خطورة حدوث إصابات متعدّدة؛ ولذا فإن منفعة الاعتذار عن المشاركة لا تقتصر على النادي فحسب، بل وكذلك المنتخب السعودي الذي يتأهب لمعسكر خلال شهر أكتوبر المقبل تحضيراً لملحق التأهل إلى كأس العالم بمشاركة عدد من لاعبي الهلال.