الكثيري يبحث مع وفد المبعوث الأممي مستجدات العملية السياسية وجهود إحلال السلام في بلادنا

التقى علي عبدالله الكثيري، رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الثلاثاء في مدينة المكلا، وفدًا من مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، برئاسة ماساكي واتانابي، كبير المسؤولين في قسم الشؤون السياسية.
وفي مستهل اللقاء، رحّب الكثيري بوفد مكتب المبعوث الأممي، مؤكدًا دعم المجلس الانتقالي الجنوبي لجهود المبعوث الخاص الرامية إلى تحريك عملية السلام.
واستعرض رئيس الجمعية الوطنية خلال اللقاء، الوضع الخدمي المتردي في الجنوب، خصوصًا في العاصمة عدن، جراء الانقطاعات المتواصلة للتيار الكهربائي، مشددًا على ضرورة أن يضطلع مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بمسؤولياتهم في معالجة الانهيارات الكبيرة في الخدمات والأزمات المعيشية والاقتصادية المتفاقمة، بما في ذلك صرف المرتبات وتأمين وقود الكهرباء.
كما قدّم الكثيري عرضًا لتضحيات القوات المسلحة الجنوبية في معركتها ضد الجماعات الإرهابية، وفي جبهات المواجهة مع ميليشيات الحوثي الإرهابية، مؤكدًا أن المؤشرات كافة تؤكد أن هذه الميليشيات، التي تواصل حربها العدوانية تجاه الجنوب وتصعيدها المستمر في البحر الأحمر وخليج عدن، لن تنصاع للسلام.
وفي سياق حديثه، عبّر الكثيري عن الأسف لاستمرار الأزمة القائمة في حضرموت منذ أكثر من عام، مؤكدًا أن المجلس الانتقالي يمتلك رؤية واضحة للحل من خلال مخرجات لجنة التواصل التي تم تشكيلها في بداية الأزمة، والتي لبّت تطلعات أبناء المحافظة.
ولفت رئيس الجمعية الوطنية إلى أن استمرار الأزمة لا يخدم حضرموت ولا مصالح أهلها، مجددًا التأكيد على أن المجلس الانتقالي الجنوبي منفتح على الحوار مع جميع الفعاليات السياسية بما يخدم مصلحة أبناء المحافظة.
وأوضح الكثيري أن فعالية الاحتفال بثورة 14 أكتوبر في مدينة شبام بوادي حضرموت، التي شهدت مشاركة واسعة من مديريات الوادي، أبرزت من جديد القاعدة الشعبية الواسعة للمجلس في حضرموت.
وأشار الكثيري إلى أن مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي يقوم على إقامة دولة جنوبية فدرالية تدير كل محافظة شؤونها بنفسها، مشددًا على أن حضرموت ستمتلك حقوقها كاملة في إطار الدولة الجنوبية الفدرالية القادمة، وفقًا لمضامين الميثاق الوطني الجنوبي، الذي تضمّن ما يحفظ لحضرموت ولكل محافظات الجنوب حقوقها وشراكتها الكاملة وغير المنقوصة في وضع دستور الدولة المنشودة وإدارتها.
من جانبه، تحدّث نائب رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، علي الجفري، عن الأوضاع العامة في المحافظة، موضحًا أن الصراع القائم فيها يُغلَّف بشعارات حقوقية، بينما هو في حقيقته صراع نفوذ ومصالح.
بدوره، عبّر رئيس وفد مكتب المبعوث الأممي، ماساكي واتانابي، عن تقديره للجهود التي يبذلها المجلس الانتقالي الجنوبي في دعم عملية السلام، مؤكدًا أن مكتب المبعوث يولي اهتمامًا كبيرًا بالاستماع إلى مختلف الأطراف والمكونات السياسية والاجتماعية، ومن بينها المجلس الانتقالي، بما يسهم في بناء سلام شامل ومستدام.
وشدّد السيد واتانابي وأعضاء الوفد على أهمية حضرموت ومكانتها المحورية في العملية السياسية وجهود السلام، مؤكدين حرص مكتب المبعوث على التواصل المستمر مع جميع الفاعلين فيها، لما تمثله من نموذج للتعايش والاستقرار.