حملات واسعة تشن على الانتقالي الجنوبي وتحمله مسؤولية معاناة الجنوب على كل الصعد الحياتية، أولئك الخصوم جلهم ممن يرفعون علم الوحدة ولا يومنون بحق الجنوب في استعادة دولته.. صراع قديم جديد ربما انتعش إثر بعض المؤشرات التي منحتهم الأمل بإمكانية تجاوز الانتقالي من خلال العزف على الوضع المعيشي والخدمي للسكان الذي بلغ أعلى درجات التردي خلال السنوات الماضية ولم يكن الهدف من ذلك سوى الانتقالي وقضية الجنوب.
لا ندافع عن الانتقالي فمن الطبيعي أن يصيب ويخطئ، لكن أن يتم اعتبار الانتقالي مصدر الفساد وكل الشرور فتلك حملات إعلامية تلتف على قضيتنا الأساسية
وعدم الاعتراف بتضحيات شعبنا، بل تصوير الانتقالي كحزب سياسي وليس منظومة سياسية توافقية لكل الجنوب، فذلك هدفه إدخال الجنوب في مرحلة أخرى لا تقل سوى عن شراكته مع الشرعية.
حملة إعلامية واسعة النطاق ليس في أجندة أصحابها على الإطلاق استعادة الدولة بعد كل تلك التضحيات.. لقد توحدت تلك القوى باتجاه النيل من الانتقالي مستخدمة يافطة الأوضاع المعيشية ومعاناة السكان جراء الخدمات وهي قضايا لم يكن الانتقالي سببها بأي حال وإنما شريكا فيها بحكم أن تلك الشراكة فرضت عليه لأسباب معروفة.. فهل تقدم خصوم الانتقالي أنفسهم منقذين؟ وماذا عن حجم القوى السياسية التي تشكل منها الانتقالي؟ هل باتت عديمة الوزن من وجهة نظر من يسعون إلى تحقيق اختراق نوعي في هذه الأثناء يجرم الحامل السياسي لقضية شعبنا، وتأتي على إثره قوى لا يمثل لها الجنوب شيئا بدليل مواقفهم المعلنة منذ زمن وتمعن في إبقاء شعبنا ضيعة فيد إلى ما لا نهاية؟
تلك رؤية الكثير ممن يتأهبون لحصاد ملفات الخدمات وكل معاناتنا على مدى سنين خلت.. حصاد يراد به نسف قضية الجنوب تماما والدخول في كنف قوى متنوعة لم نكن نمثل فيها وزننا وما الحث المناطقي القائمة وتشويه كل تياراتنا السياسية إلا لأجل ذلك.
فهل ينجح خصوم الجنوب في تحقيق ذلك من خلال التغرير بأبناء الجنوب عبر ما تطرح من فتن متنوعة، وبالتالي تقديم أنفسهم كمنقذين في اللحظات الحاسمة ونكون بذلك قد رجعنا لنقطة البداية والدخول في كارثة معاناة لا أفق لنهايتها.
إن الضرورة تستدعي نشاطا سياسيا جنوبيا يظهر قدرة غير عادية على تجاوز ما تعتمل من تدابير التفافية على حق شعبنا في استعادة دولته.