قال يحيى الرزامي في معرض حديث عن فتح المعابر: "إن مليشياته ستفتح المقابر بدلاً من المعابر في تعز".
هذه هي عيّنة من هويات قاطعي الطرقات، إقرار مكتمل الأركان بأن مليشيات الحوثي هي التي تقطعها، أما الشعب اليمني الذي يريد البعض استنهاضه وثورته فمذعن لسلطات الأمر الواقع الحوثي فالمثل يقول: "لو كان شمس كان أمس"، والغرابة ليست في ذلك بل إن يأتي من "صحابنا" من كسرت أصواتهم "حاجز الصوت" يطالبون بفتح الطرق وهم يعلمون ما تحمله من عودة عمليات التنظيمات الإرهابية في الجنوب وجرائم الحوثي في الجنوب أيضا، ولم يتكلموا بكلمة عن الموانئ الجنوبية المحاصرة بل إن منهم من يحاول أن يضع مسؤولية قطع الطرقات على غير فاعله ويصطرخ: افتحوا الطرقات، وآخر يطالب بثورة شعبية لفتحها، وآخر يردد بغباء: إن من يرفضون فتح الطرقات هم أصحاب الجبايات، وآخر يطالب الشعب اليمني نصرة هذه الدعوة، وآخر يردد لا تنتظروا الأطراف المتصارعة ولا الأمم المتحدة.
كل ذلك كلام "لا يودي ولا يجيب"، ولن يحقق شيئا إلا كم لايكات في تويتر أو إعجابات في فيسبوك أو "هذرفات" في الواتسآب".
مطلوب فتح الطرقات، فكل إنسان سوي مع فتحها، لجوانب مجتمعية وإنسانية وتجارية.. إلخ، لكن يجب ألا يكون فتحها "بروبجاندا" لتحقيق مكاسب فشلت أطراف أن تحققها بالحرب، يجب بحث الأسباب التي منعت فتح الطرقات.هذه الطرقات منعتها حرب قائمة حتى لو أن إطلاق النار لم يعد بكثافته في 2015م، لكن كل طرف واضع يده على زناد سلاحه، ولذا فالمسألة ليست ببساطة التغريد أو كتابة حوائط فيسبوك ولا بد من وضع ضوابط لفتحها، ففتحها يوجب أن تتفق عليه الأطراف المشاركة في الحرب محلية وإقليمية ودولية ويتطلب إجراءات وترتيبات وقف إطلاق نار واضح يلزم الأطراف وتلتزم به ونقل قوة عسكرية إلى هذه الموقع وترتيبات أمنية وعسكرية، بل حتى جهات دولية مشرفة تضمن أن لا يكون فتحها شكلا من أشكال الحرب أو تسهيل للحرب فالمسالة ليست "هوشلية".