هل يقلل الذكاء الاصطناعي من قدرات التفكير لدى الطلاب؟

يشهد الذكاء الاصطناعي التوليدي انتشارًا واسعًا في المدارس والجامعات حول العالم، لكن استخدامه المفرط من قبل الطلاب قد يحمل آثارًا سلبية غير متوقعة على الأداء العقلي والذهني، بحسب ما كشفت دراسة حديثة أُجريت في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT).

وفي وقت تعتمد فيه المؤسسات التعليمية في الخليج بشكل متزايد على التقنيات الذكية، تطرح نتائج الدراسة تساؤلات جدية حول تأثير الذكاء الاصطناعي على المهارات الإبداعية والتحليلية للطلبة.

تراجع النشاط الدماغي المرتبط بالإبداع
راقب الباحثون إشارات الدماغ لدى مجموعة من الطلاب خلال جلسات كتابة متعددة، باستخدام أجهزة تحليل كهرباء الدماغ (EEG)، حيث أظهرت النتائج أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT في كتابة المقالات، أدى إلى انخفاض ملحوظ في نشاط المناطق المسؤولة عن الإبداع والتركيز، والأكثر من ذلك أن بعض المشاركين وجدوا صعوبة في تذكر المحتوى الذي كتبوه بمساعدة الذكاء الاصطناعي، بل وواجهوا تحديات في تقديم اقتباسات دقيقة من أوراقهم.

الذكاء الاصطناعي يقلل من الجهد الذهني المطلوب
تتقاطع هذه النتائج مع دراسة منفصلة أجراها مركز أبحاث مايكروسوفت، على أكثر من 300 موظف يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي أسبوعيًا، وقد أظهرت البيانات أن المهام أصبحت تتطلب جهدًا معرفيًا أقل، وأن أكثر من 40% من الأنشطة لا تحتاج إلى تفكير نقدي فعلي، بل يتم إنجازها بالاعتماد الكامل على الأداة الذكية.

انخفاض درجات التفكير النقدي لدى المستخدمين
تبين في دراسة ثالثة قادها البروفيسور مايكل جيرليتش من كلية SBS السويسرية، أن الاستخدام المفرط لأدوات الذكاء الاصطناعي له علاقة واضحة بانخفاض نتائج اختبارات التفكير النقدي، وقد شملت هذه الدراسة أكثر من 600 مشارك في المملكة المتحدة، وأشار الباحثون إلى أن الاعتماد الزائد على أدوات الذكاء الاصطناعي يُضعف قدرة العقل على التحليل واتخاذ القرار المستقل، لا سيما لدى الفئات الشابة.

هل يقلل الذكاء الاصطناعي من قدرات التفكير لدى الطلاب؟
ما بين السرعة والكسل الذهني أين تقف المؤسسات التعليمية الخليجية؟
مع تسارع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في المدارس والجامعات الخليجية، تفتح هذه الدراسات الباب أمام مراجعة شاملة لطبيعة استخدام هذه الأدوات في بيئة التعليم، فبينما توفر أدوات مثل ChatGPT سرعة في إنجاز المهام وتوليد الأفكار، إلا أن الاعتماد الكامل عليها قد يضعف الجوانب الأساسية من التعليم مثل الإبداع، التفكير النقدي، والتحليل المستقل، وهي مهارات حيوية لسوق العمل الحديث في دول الخليج.