التحولات التاريخية الكبرى في حياةيسخرون من النجاحات الوطنية التي تتحقق لشعبهم الجنوبي؛ عوضا عن التفاعل معها ومباركتها ومهما كان حجمها وفي أي مجال كانت.
فنجدهم يلجأون إلى تجاهلها بل ويقزمونها ويطلقون عليها وعلى من يقف خلفها صفات ونعوت لا تليق بأي جنوبي مهما كانت قناعاته تتعارض أو لا تتفق مع من يتصدرون المشهد الجنوبي اليوم.
وكما يقال لكل نجاحات أعداء وشامتون بها ومعارضون لها أيضا؛ على تعدد صفاتهم وأساليبهم وطرق مقاومتهم؛ وتتنوع عناوين فعلهم وفي أكثر من ميدان؛ وتختلف الأسباب والأهداف من طرف لآخر عند من يقفون ضدها.
*جبهة الإعلام أخطر الجبهات وأكثرها خطرا وحضورا على مدار 24 ساعة*
وسنكتفي هنا بالحديث عن جبهة واحدة من الجبهات الكثيرة التي تشن فيها الحرب ضد أي نجاحات وطنية على طريق تحقيق الأهداف التاريخية الكبرى لشعبنا؛ الا وهي جبهة الإعلام.
ففي هذه الجبهة وهي الأخطر من بين كل الجبهات؛ نجد كل من له موقف من قضية النجاحات الوطنية الجنوبية يتبارون للنيل منها وكلا بطريقته وبما يحقق له أهدافه وغاياته؛ ومع ذلك يبقى العدو عدوا والموقف منه مختلف؛ غير أن العتب واللوم هنا على الجنوبيين وحدهم.
*احتفالات أكتوبر عبرت عن الثبات والتحدي أكثر من أن تكون للبهجة والفرح*
ولسنا بحاجة للبرهنة أو إستعراض بعض أوجه تلك الحملات التي تمت خلال الفترة الماضية؛ فقد سبق لنا شرح ذلك تفصيلا في تناولات عدة.
فنجاحات احتفالات شعبنا بذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة؛ عكست وبوضوح وحدة وتصميم وإرادة شعبنا على مواصلة مسيرته الوطنية حتى استعادة دولته الجنوبية المستقلة؛ على الرغم من الوضع الكارثي الذي يعيشه شعبنا الجنوبي العظيم.
إلا أن الإصرار على إحياء هذه المناسبة كان تعبيرا عن روح التحدي والثبات والصمود؛ أكثر منه فرحا وإبتهاجا كما هو الحال في الأوضاع الطبيعية والمستقرة.
وسيجد كل متابع دليلا ساطعا على ما ذهبنا إليه أعلاه وبصورة أعتمدت على الوقائع والمنطق؛ بالنظر لحجم التشويه والتقزيم لهكذا فعاليات وطنية شهدها الجنوب وعلى إمتداد خارطته الجغرافية خلال هذه الأيام الأكتوبرية؛ بل وشملت تجمعات المغتربين الجنوبيين في الخارج.
وما فعاليات الضالع الصمود والتضحية وشبام التاريخية في حضرموت الحضارة والتاريخ ورافعة الجنوب الوطنية؛ وهي فعاليات وطنية إستثنائية وغير مسبوقة؛ إلا عناوين وطنية عريضة لوحدة الهدف والمصير المشترك لكل أبناء الجنوب والثقة بالنصر.
ومثلت أيضا بنجاحها مصدرا للفخر والإعتراز الوطني؛ لأنها شكلت محطة هامة من تاريخ الفعل الوطني - السياسي الهادف والمنظم في هذه الظروف الإستثنائية.